اخبار ألوانكم
مراكش تحت الضوء بعد تدنيس مواقع تاريخية ودينية من قبل سائحات و مؤثرات بملابس شبه عارية

شهدت مدينة مراكش في الأيام الأخيرة جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بعد تداول صور لسياح أجانب، لا سيما سائحات، يظهرن في زيارتهم للمعالم التاريخية والدينية بالمدينة، في تصرفات اعتبرها العديد من المغاربة تدنيسًا لمقدسات وأماكن عبادة إسلامية.
سائحات بملابس “شبه عارية” في المساجد والمعالم التاريخية بمراكش
الصور التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا فيسبوك وانستغرام، تُظهر سائحات أجنبيات يتجولن في مدينة مراكش، وهن يرتدين ملابس وصفها النشطاء بأنها “غير لائقة”، إذ ظهرت بعضهن في ملابس “شبه عارية”، وذلك أثناء زيارة المساجد و المدارس التاريخية مثل مدرسة ابن يوسف. وتظهر هذه الصور السائحات أثناء توثيقهن لزيارتهن في هذه المعالم، وقد خلفن وراءهن آيات قرآنية منقوشة على جدران المدرسة التاريخية، مما أثار استياء واسعًا بين المواطنين الذين اعتبروا أن تواجد السياح في هذه الأماكن بتلك الملابس لا يراعي قدسية الأماكن الدينية و المقدسات الإسلامية.

وتظهر إحدى الصور سائحة ترتدي ملابس مفتوحة من الجنب، مكشوفة على صدرها، في صورة تتناقض تمامًا مع روح المكان و تقاليد المجتمع المغربي. الصورة التي تُظهر السائحة إلى جانب آيات قرآنية في خلفية باب مدرسة ابن يوسف في مراكش، لاقت انتقادات حادة من قبل العديد من المواطنين المغاربة الذين اعتبروا أن هذه التصرفات تعدُّ إهانة للأماكن الدينية والثقافية في المدينة.
المواطنون يطالبون بتحرك سريع
تعليقات الكثير من رواد الإنترنت عبر منصات التواصل الاجتماعي أكدت أن هذه التصرفات لا تعكس احترامًا للثقافة المغربية، داعين السلطات الأمنية إلى التدخل بشكل عاجل من أجل حماية الأماكن التاريخية والدينية من أي نوع من أنواع الإساءة. وحث العديد من النشطاء على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضمان أن يلتزم الزوار بقيم التسامح والاحترام عند زيارتهم للمعالم المغربية.
وقد ذكر البعض أن مثل هذه التصرفات تساهم في تشويه صورة المغرب أمام السياح والمجتمع الدولي، خاصة وأن المملكة المغربية تعمل جاهدة على الحفاظ على موروثها الثقافي وحماية قدسية الأماكن الدينية.

دور السياحة في الحفاظ على القيم والتقاليد
وبينما تسعى السلطات المغربية إلى تعزيز قطاع السياحة وجذب المزيد من السياح الأجانب، تبقى المسألة الحساسة هي ضمان التوازن بين الانفتاح على السياحة والتمسك بـ التقاليد المغربية. إذ يجب على الزوار والمقيمين على حد سواء احترام الخصوصية الثقافية للمجتمع المغربي، الذي يحترم الدين الإسلامي و قيمه التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية.
ويؤكد خبراء في المجال السياحي على أهمية توعية السياح بخصوصية الأماكن التي يزورونها، والعمل على تقديم إرشادات واضحة عن السلوكيات المقبولة في المواقع الدينية والتاريخية، بما يتماشى مع التقاليد المغربية واحترام المعتقدات الإسلامية.
تفاعل السلطات المغربية
من جهة أخرى، لم تُصدر السلطات المغربية او حتى سلطات مدينة مراكش، أي بيان رسمي بعد حول الحادثة أو أي إجراءات مقترحة بشأنها، لكن يشير العديد من المتابعين إلى أن مثل هذه الحوادث قد تدفع الجهات المختصة إلى مراجعة سياسة استقبال السياح وتنظيم مراقبة السلوكيات في الأماكن العامة والتاريخية بشكل أكثر صرامة خاصة بمدينة مراكش، وذلك من خلال توعية الزوار بالمشاركة في الحفاظ على الاحترام المتبادل بين الثقافات.

من الواضح أن هذه الحادثة تفتح نقاشًا واسعًا حول العلاقة بين السياحة و الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية في المغرب.
ومع استمرار الانتقادات و الدعوات للحد من مثل هذه التصرفات، يبدو أن السلطات المغربية أمام اختبار حقيقي في كيفية الحفاظ على قيم و تقاليد المغرب من خلال تطبيق آليات مراقبة أكثر فاعلية دون التأثير على صناعة السياحة التي تُعدّ أحد الركائز الاقتصادية المهمة.